شعر عن الحج

  1. شعر عن الحج
  2. شعر عن الحج والحجاج

ولسنا هنا في مقام الإحصاء والاستقصاء، فإن لهذا مكانًا غير هذا المكان وإنما نكتفي بالنظر في شعر شاعر واحد كانت له خواطر أوحى بها الحج حين أظل الناس زمانه، واستشرفوا مناسكه وشعائره. هذا الشاعر هو أمير الشعراء أحمد شوقي الذي سجَّل بشعره كثيرًا من خواطره في المناسبات الإسلامية، فكان شعره رقيقًا حانيًا، يمس شغاف القلوب، ويصل منها إلى الأعماق، ويجعلها تحلق في جو عبق من أريج الذكريات، يعيدها إلى الماضي الحبيب، ويجتاز بها الآماد إلى حيث العصر الذي تنزل فيه الوحي من عند الله تعالى على قلب نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم). ولأحمد شوقي قصيدتان تتصلان بالحج اتصالاً مباشرًا، وهو لم يصغهما من وحي أدائه للفريضة، وإنما قالهما من وحي أداء غيره، فكل منهما قيل في توديع ذاهب إلى بيت الله الحرام، وإذا تجاوزنا عن هذه المناسبة الشخصية الخاصة، فإننا نستطيع أن نعدّ كلاًّ من القصيدتين تعبيرًا عن خواطر الشاعر الذاتية نحو بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة. أما أولى القصيدتين فقد قالها أحمد شوقي حين حج "الخديوي عباس حلمي الثاني"، ويتصدرها هذا الدعاء الضارع الذي لا يملك الإنسان إلا أن يوجهه إلى كل قاصد بيت الله الحرام: عليك سلام الله في عرفات إلى عرفات الله يا خير زائر فإذا كانت الزيارة انتقالاً من مكان إلى مكان فإن زائر البيت الحرام هو خير زائر إلى خير مكان حقًّا.

شعر عن الحج

أ. د/ طه مصطفى أبو كريشة من آيات الله البينات عن بيت الله الحرام ما ورد في القرآن الكريم عن مناجاة سيدنا إبراهيم -عليه السلام-، ودعائه لربه سبحانه وتعالى: "رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُون" (إبراهيم: 37). واستجاب الله تعالى لنبيه دعاءه، وأمره أن يؤذن في الناس بالحج: "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيق" (الحج: 27). ومنذ ذلك الوقت والقلوب يستبد بها هوى جارف، وحنين طاغ، وشوق لهيف إلى بيت الله الحرام، وفي كل عصر وآن كلما أحست النفوس من ذلك ريًّا، إذا بها يستولي عليها ظمأ شديد، وعطش غلاب، يطالبها بمزيد من الري، وبأضعاف من الارتشاف. والذين رزقهم الله موهبة التعبير عن مكنون أنفسهم بالشعر، رزقهم مع الموهبة رهافة الإحساس، ورقّة الشعور، وشفافية العاطفة، ومن أجل ذلك فإنهم لم يقفوا جامدين أمام حظهم من ذلك الهوى القلبي والعشق النفسي، وإنما ترجموه بشعرهم، وعبّروا عنه في قصائدهم، فكان من وراء ذلك فيض من الشعر الإسلامي، لو تتبعنا في دواوينهم لوجدنا من وراء هذا رصيدًا كبيرًا جديرًا بالدراسة والنظر إذا ضم بعضه إلى بعض.

المحتوى هنا ينقصه الاستشهاد بمصادر. يرجى إيراد مصادر موثوق بها. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. (مارس 2016) سنن الحج ومستحباته، من فعلها فله الأجر ومن تركها فحجه صحيح. السنن والمستحبات [ عدل] أن يحرم الرجل في إزار ورداء أبيضين، أما المرأة فلها أن تحرم في أي لون شاءت، والأفضل لها غير البياض، فإن لم يجد الرجل الثياب البيض فله أن يحرم في أي لون وجد، يلبس المحرم النعلين فإن لم يجد الإزار لبس السراويل، وإن لم يجد النعال لبس الخف أوالحذاء ولا يقطعه. أن يغتسل لإحرامه ولو كانت المرأة حائضاً أو نفساء. أن يحرم عقب صلاة مكتوبة، فإن لم يتمكن أحرم عقب ركعتين. أن يغتسل لدخول مكة وكذلك ليوم عرفة. في الطواف يستلم الركنين الحجر الأسود ، والركن اليماني إن تمكن، وإلا أشار إليهما. يقول عند بداية كل شوط: بسم الله والله أكبر. يدعو بين الركنين بـ"اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، وليحذر كل الحذر كتب الأدعية، وعليه أن يشتغل بما تيسر له من ذكر الله، ومن الدعاء له ولإخوانه المسلمين. له أن يشترط عند إحرامه بأن يقول: "اللهم محلي حيث حبستني"، فإن حبسه حابس تحلل من غير هدي إحصار.

شعر عن الحج والحجاج

وهي خواطر مهما كانت لن تبلغ من وصف البحر الزاخر إلا ما تبلغه من وصف قطرة ماء تنفصل من الموج الخضم المتلاطم، ومن ثَم يبقى الحج دائمًا مجالاً يتسع للمزيد من القول أمام هتاف الشعراء، حين يرون بأعينهم أمواج الحجيج في كل عام، تتجه في بعث ونشور قاصدة بيت الله الحرام، تؤدي ما افترض عليها، وتبغي ميلادًا جديدًا في حياتها، ميلادًا بعد ميلادها الأول، ميلادًا يعود فيه الذاهبون من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم.

"إذا الحجاج لم يقفوا بليلى … فلستُ أرى لحجهم تماما تمامُ الحج أن تقف المطايا … على ليلى وتقريها السلام" قيس بن الملوح ذكر أبو المختار عن محمد بن قيس العبدي قوله: "إذ كنت بمزدلفة [أ] بين النائم واليقظان، إذ سمعت بكاء متتابعا ونفسا عاليا، فاتبعت الصوت، فإذا أنا بجارية كأنها الشمس حُسنا، ومعها عجوز، فبَركتُ على الأرض لأنظر إليها، فسمعتها تقول: "دعوتك يا مولاي سرًّا وجهرةً... دعاء ضعيف القلب عن محمل الحب بُليت بقاسي القلب لا يعرف الهوى... وأقتل خلق الله للهائم الصب فإن كنت لم تقض المودة بيننا... فلا تخل من حب له أبدًا قلبي رضيت بهذا في الحياة، فإن أمت... فحسبي ثوابًا في المعاد به حسبي" وظلت الجارية تردد هذه الأبيات، وتبكي، فقمت إليها، فقلت: بنفسي أنتِ، مع هذا الوجه يمتنع عليك من تريدينه؟ قالت: نعم، والله. فقلت لها: إن هذه لآخر ليلة من ليالي الحج، فلو سألت الله التوبة مما أنت فيه، رجوت أن يذهب حبه من قلبك. فقالت: عليك بنفسك في طلب رغبتك، فإني قد قدمت رغبتي إلى من ليس يجهل بُغيتي [ب] " [1] ، أي إنها أتت إلى الحج لدعاء ربها في نيل مرادها من محبوبها. لم تكن هذه القصة حدثا وحيدا في دواوين الشعر، فإن عين القارئ لا تُخطئ في كُتب التَراجم والأدب أشعار الغزل والمحبة حين زيارة بيت الله الحرام.

Sun, 06 Dec 2020 19:15:20 +0000

بطارية الفورد كم امبير, 2024