مظاهرات لبنان اليوم

واغتيل بعد خمود المظاهرات يومذاك وبعد أن خمدت عشرات «الخروجات»، معظم قادتها من جهاتٍ مجهولة بالطبع. ولا شكّ أنّ ذنوب هؤلاء كانت كبيرة فقد صوّرتهم الكاميرات وهم يحرقون القنصلية الإيرانية بالمدينة، لذا كان عليهم، نعم عليهم: أن يموتوا! في ثاني يوم من المظاهرات بدأ إطلاق النار عليها. وبدا أنّ الدولة حزمت أمرها لضرب المظاهرات. لا، لم يكن ذلك قد حصل بعد. الإيرانيون قرروا وضربوا، عادل عبد المهدي رئيس الحكومة، تحيّر في حجم المتظاهرين، وأراد سماع مطالبهم. وهم بدأوا الجلوس مع رئيس الوزراء، مثلما جلسوا من قبل مع رئيس مجلس النواب، وطمأنوهما إلى أنهم لا يملكون مطالب سياسية! ماذا يريدون إذن؟ مساكن وفُرص عمل وكهرباء وماء. ماذا قال لهم رئيس الوزراء؟ قال: أعتذر عن التأخر في الخدمات، وسأقوم بما في وسعي للتقريب بين وجهتي نظر: وجهة النظر التي تقول بمواجهتكم بالعنف، ووجهة النظر الأُخرى التي تريد الجمع بين الأمرين. أما الأمر الآخِر الذي طلبه الشباب من الرئيس فهو التحقيق فيما وقع من قتلٍ في صفوفهم! العراق مثل لبنان؛ لجهتين: جهة سيطرة الميليشيات الإيرانية عليه، وجهة مشاركة الذين نجحوا في الانتخابات الأخيرة في الحكومة.

لبنان

كنعان مكية الذي جاء من بوسطن ولندن للمشاركة في تحرير العراق وحكمه، عاد فهرب عام 2006 لأنه وجد أنّ زملاءه الثلاثة عشر الذين جاءوا من المنافي وسيطروا في «مجلس الحكم»، هم أنفسهم الذي يثيرون الفتنة الطائفية، وينهبون أموال الدولة، ولا يأبهون لما يُرتكب من جرائم، أو أن يحصل المواطن على ماء أو كهرباء أو عمل! ونفس الناس، من دون تغييرٍ كبيرٍ، هم الذين نجحوا في الانتخابات الرابعة منذ عام 2005. وإنما أُضيف إلى مكاسبهم الأسطورية أنه صار عندهم بعد عودة الأميركان وظهور «داعش» ميليشيات «الحشد الشعبي»، الذين شُرعنوا وصاروا جزءاً من القوات المسلحة في الرواتب فقط؛ لكنهم لا يخضعون إلاّ لرؤسائهم الإيرانيين أو العراقيين العائدين من إيران وسوريا. توظفوا بعشرات الآلاف، وبقوا بعد ضرب «داعش» على أيدي الأميركان في مناطق «الدولة» ينهبونها ويضطهدون السكّان، إضافة إلى المرتبات التي يتقاضونها! حتى لا يقتل الأمنيون والإيرانيون كل المتظاهرين قال هؤلاء إنهم لا يفهمون في السياسة، ويريدون فقط أن يعيشوا بكرامة. ووقّع الرئيس على بعض القرارات، لكنه قال إن الأمر يحتاج إلى وقت للتنفيذ، كما أنّ الحكومة مفلسة. ماذا يفعلون؟ قرروا العودة للشارع وتحمل القتل، لكنهم وجدوا أن الشوارع محتلة بفئتين: شعبويو مقتدى الصدر، وميليشيات «الحشد الشعبي» باللباس المدني!

اخبار اليوم السودان فيديو

طقس لبنان

تظاهر آلاف العراقيين على مدى أربعة أيام، فسقط منهم برصاص قوات الأمن، والميليشيات الإيرانية أكثر من مائة قتيل وآلاف الجرحى. أما اللبنانيون فتظاهروا مرتين في يومي أحد متواليين، وما سقط منهم أحد! هل كنا سنُسرُّ لو سقط أحدٌ من اللبنانيين؟ بالطبع لا. إنما ما كان يمكن أن يسقط منهم أحدٌ لأنهم مُرسَلون. متظاهرو لبنان -ولبنان يستحق أن يكون فيه محتجون- أُرسلوا للشارع من ضمن رسائل متبادلة بين أطراف النظام، أما العراقيون فأمرٌ مختلفٌ تماماً. لقد أرادوا الخروج على النظام، فقُتل منهم قرابة المائة والخمسين وسقط آلاف الجرحى! نزل المتظاهرون للشارع في العراق في عدة محافظاتٍ شيعية بالوسط والجنوب لشعورهم باليأس لانعدام جميع أسباب الحياة، من كهرباء وماء وعمل. وكانوا بلا قائد ولا خطة وإنما جمعتهم وسائل التواصل. ولذلك خاف منهم الإيرانيون، وأطراف النظام السياسي الذين يدين معظمهم بالولاء لإيران. إنما عندما قيل لهم: تعالوا نتفاوض، صار لهم قائد، وفاوضوا في بغداد وفي الديوانية، والناصرية، والنجف. وما تظاهر غير قليل من البصريين، لماذا؟ الآن حالتهم حسنة؟ بالطبع لا، لكنّ شبان البصرة تلقوا درساً في مظاهرات السنة الماضية بالقتل والسجن.

سينما فيلاجيو اليوم

الخلافات السياسية عطلت مشاريع الإصلاح الاقتصادي احتجاج متقاعدي الجيش أعلنت الحكومة جملة من إجراءات التقشف تتماشى مع توصيات الدول المناحة من أجل الحصول على المساعدات المالية الموعودة. ولكن هذه الإجراءات أثارت حفيظة بعض شرائح المجتمع اللبناني. فالكثيرون متخوفون من خفض المعاشات ومن تدخل الدولة في النظام المصرفي. وفي الثلاثين من أبريل/ نيسان، تظاهر متقاعدو الجيش احتجاجا على خطة لخفض معاشاتهم. وفي اليوم نفسه، دعت نقابة العمال إلى إضراب لمدة ثلاثة أيام احتجاجا على إجراءات تقشف تضمنتها الميزانية الجديدة. وحضت النقابة المواطنين على المشاركة في الاحتجاج على المساس برواتب عمال القطاع العام. وطالت حركة الإضراب العديد من القطاعات، بينها ميناء بيروت، ومؤسسة التأمين الاجتماعي، ومؤسسة كهرباء لبنان، وشركة الهاتف النقال "أوجيرو". وفي الثامن من مايو/ أيار، ألغت النقابة الإضراب، بعدما أكد لها الرئيس عون تعليق مادة في ميزانية 2019 تتعلق باحتمال خفض رواتب العمال، إلى أن تتم دراسة ظروف كل قطاع بالتنسيق مع الوزارات المعنية، حسبما قال القيادي في النقابة، بشارة أسمر. وأعلن قبلها الموظفون في البنك المركزي تعليقا مؤقتا لإضرابهم.

شواطئ لبنان

وكان المتظاهرون قد دعوا في بيان لهم لمواصلة الاحتجاجات، الثلاثاء، لليوم السادس على التوالي في مختلف المدن اللبنانية، في رد مباشر على إعلان رئيس الحكومة، سعد الحريري، سلسلة إصلاحات اقتصادية واسعة ، وصفها المتظاهرون بالإصلاحات "الواهية وغير الواقعية والفضفاضة والمضللة لكسب الوقت والمماطلة". هذا وقالت وسائل إعلام لبنانية، إن رئاسة الحكومة نفت أي نية لها لإعلان حالة الطوارئ. وأكد مصدر لـ"العربية" و"الحدث" على سماح الحكومة للمتظاهرين باستخدام الساحات، لكنها لن تقبل بقطع الطرقات، وأن هناك قراراً اتخذ بفتح الطرقات العامة وعدم قطعها. أطفال يوزعون الورود على الجيش اللبناني لشكره على حماية المتظاهرين أحد المتظاهرين ووراءه عنصار الجيش في إحدى ضواحي بيروت "تعتيم على الثورة" وإعادة فتح المدارس وفي سياق متصل، ستظل المصارف اللبنانية مقفلة الأربعاء. ورجحت مصادر لبنانية أن القلق من تدهور مالي وسحب ودائع دفع للمضي بقرار استمرار غلق المصارف. كما مدد وزير التربيةوالتعليم العالي إقفال المدارس والمعاهد الرسمية والخاصة لليوم الأربعاء وحتى إشعار آخر "بسبب الاستمرار في إقفال الطرقات". وفي سياق آخر، أفادت "الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام" بتأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية الفرعية في بعض البلدات والقرى حتى إشعار آخر.

Mon, 07 Dec 2020 00:13:39 +0000

بطارية الفورد كم امبير, 2024